التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مَن ينقذ ملكات نحل العسل المصري من التدهور؟



على الرغم من أن مصر كانت أول من عرف تربية النحل في العالم، في عصر الفراعنة منذ أكثر من (7) آلاف سنة (ق.م)، إلاّ أن هذه المهنة، وهي «النِحالة» وتربية النحل وإنتاج العسل وتصديره تراجعت كثيراً، خلال السنوات العشر الأخيرة، وحتى هذه اللحظة، مازالت المؤتمرات والندوات وورش العمل والتوصيات، التي تصدر في هذا الشأن، لم تأت بما يطمح إليه ويأمله العاملون في هذا المجال والمهتمون به، فما من صاحب مشروع أو مزرعة لتربية النحل إلاّ ويُعانى، ويشكو مُر الشكوى من هموم هذه المهنة ومشاكلها المتراكمة، التي تبحث عن حلول للاهتمام بها وتطويرها وتحديثها،حتى تلحق بركب الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاستثمار المٌربح،على المستوى الفردي والجماعي ودعم الصادرات المصرية.

تربية النحل ورعايته

كانت تربية النحل، وإنتاج العسل تسير بشكل طبيعي، وبما يناسب فترات الستينات والسبعينات، وكانت الأُسر المصرية بالقرى والعزب والنجوع، في الوجهين القبلي والبحري، تهتم بهذا الاستثمار، الذي لا يكلفها شيئا سوى عدد من خلايا النحل القديمة، تُوضع أعلى سطح المنزل، أو في مكانٍ خالٍ بأرض زراعية، ثم تقوم ربة المنزل أو رب الأسرة أو الأولاد، بمتابعة الحشرات والزواحف التي تُهاجم النحل وصدها وقتلها، وهي عملية أشبه باللعب بالنسبة للأطفال المُتدربين عليها من الأسرة ومن «النحال»، وهو الشخص صاحب الخبرة في مجال تربية النحل ورعايته وتغذيته،وقطف العسل ووضع خطط رعايته ضد الحشرات والزواحف.

متابعة ورعاية النحل

في السبعينات أيضا، كانت مصر تهتم بزراعة القطن بمساحات وإنتاجية عالية، غير أن هذا المحصول كان يتعرض من عام لآخر لهجمات ضارية،من الآفات الزراعية وخاصة دودة القطن، وكانت عمليات مكافحة الآفات يدوياً، ثم عن طريق الرش بالمبيدات وأشهرها «التوكسوفين»، من خلال «مواتير» الرش تستغرق وقتاً كبيراً، ويتسبب ذلك في دمار القطن، فتم وقتها استحداث وظهور رش مبيدات القطن بالطائرات، لتكون وسيلة سريعة لمكافحة الآفات والقضاء عليها، وبالفعل كانت الطائرات تنتهي من رش زمام عدد من القرى، في يوم واحد بمساحات آلاف الأفدنة.

وهو مالم يكن في مقدور ولا استطاعة الرش بـ«المواتير»، غير أن الرش بالطائرات تسبب في كارثة أخرى بعيدا عن القطن، وهي هلاك النحل ودمار تربيته فوق أسطح المنازل، وفي الزراعات وقتها، وقد استمرت عمليات رش مبيدات القطن بالطائرات لأكثر من 10 سنوات، فقدت خلالها مصر ثروتها من النحل وتراجع إنتاج العسل، حتى تم وقف هذه العملية، نتيجة تأثيرها السلبي على البيئة، فأخذت تربية النحل بعد ذلك تنهض من جديد، وتتعافى من آثار المبيدات وانتشارها المُدمّر في البيئة المصرية.

خلايا النحل

كان المخاض مؤلما في عودة تربية النحل من جديد، وإنتاج العسل على مستوى واسع، بعد هذه الفترة التي أبادت تربيته، غير أن الأمل بدأ يظهر شيئاً فشيئاً،حيث رصدت إحدى دراسات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن كميات إنتاج العسل بلغت 4.4 ألف طـن عام 2016، في مقابل 4.9 ألف طــن عـام 2015، وهو ما يمثل نسبة انخفـاض 0,5%.

وأضافت الدراسة أن محافظة أسيوط احتلت المركز الأول من حيث إنتاج كميات العسل، حيث بلغ إنتاج العسل في أسيوط حوالي 21.8٪ من إجمالي كمية إنتاج العسل بين محافظات مصر، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل أكد الدكتور سيد حجاج، أستاذ النحل بمعهد وقاية النباتات بوزارة الزراعة، أن نحل العسل ثروة قومية في العالم كله، وتعتبر تربية النحل هي العمود الفقري للزراعة، لأن النحل يعمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية في العالم بنسبة 100% عن طريق التلقيح.

وأضاف كما أن مصر حصلت على المرتبة الـ21 على مستوى العالم في تصدير النحل، علاوة على إنتاج الطرود، والطرد عبارة عن 5 براويز مع ملكة يتم وضعهم في صندوق من الخشب، وقوة الطارد تصل إلى 10 آلاف شغالة، وبذلك يستطيع أي فرد إنشاء منحل وينتج ملكات تسمى بـ«محطة ﺇنتاج ملكات»، وتوزع على مستوى الجمهورية، وتكلفة الملكة الواحدة 50 جنيها، وقمنا بتصدير مليون ونصف المليون طرد للدول العربية، في الفترة ما بين (1 يوليو 2016)، و حتى (1 فبراير2017)، غير أنه يتم التصدير لهذه الأسواق بأسعار زهيدة لا تتعدى 35 دولارا للطرد المرزوم، أي حوالي 10 ملايين دولار، بينما تتراوح الأسعار العالمية لنفس الطرود ما بين 100 و130 دولارا بسبب انخفاض جودة الطرود المصرية مقارنة بالطرود الأسترالية أو الأرجنتينية، رغم وجود عدد خلايا كبير في طرودنا.

قُرص عسل النحل توقع 50 مليار جنيه عائدات

الدكتور صفوت الحداد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، مازال لديه الأمل في نهوض تربية النحل من جديد، حيث يرى أن النحل المصري لديه فرصة ذهبية للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المصري، كأداة تطوير في القطاع الزراعي، على الرغم أنه لا يزال حتى الآن من الثروات المنسية في مصر، مثل ثروة مصر من الخيول المصرية الأصيلة.

وأشار الحداد إلى أن ضبط منظومة إنتاج النحل والعسل سيسهم في زيادة عائد مصر من صادراته إلى 50 مليار جنيهاً خلال 5 سنوات بدلاً من 500 مليون جنيها حاليا.

المصدر : صوت الأمة ع/ط الشرق تايمز ــ محمد أبو النور


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حمض الأوكساليك للقضاء على الفاروا

  حمض الأوكساليك للقضاء على الفاروا أسئلة وأجوبة والمزيد من الأسئلة لماذا حمض الأكساليك؟ تقرير راندي أوليفر لاحظ النحالون الأوروبيون ، الذين تعاملوا مع الفاروا لفترة أطول بكثير مما لدينا ، والذين غالبًا ما يواجهون لوائح لا تنظر بشكل إيجابي للمواد الكيميائية التي قد تلوث العسل ، أن الفاروا عرضة للأحماض العضوية - مثل الفورميك (في النمل) ، والأسيتيك ( الخل) واللبن (حمض الحليب) والليمون (الحمضيات) والأكساليك (في العديد من النباتات ، بما في ذلك الأوكساليس). لقد أجروا بحثًا رائدًا كبيرًا حول فعالية كل من هذه. أظهر كل من حمض اللاكتيك وحمض الخليك بعض الفعالية في قتل الفاروا ، ولكن الأكساليك أصبح الحمض العضوي (المحتوي على الكربون) المفضل. تمت الموافقة عليه واستخدامه كثيرًا في عدد من الدول الأوروبية وكندا ونيوزيلندا. لم يتم تسجيله بعد للاستخدام في الولايات المتحدة ، وعلى هذا النحو ، فإن هذه المقالة موجهة إلى أصدقائنا الأجانب ، وهي إعلامية فقط لمربي النحل في الولايات المتحدة. قدمت ABF ، برئاسة تروي فور ، التماسًا إلى الفيدراليين لتسجيل OA في شراب السكر ، بناءً على بحث أجرته ماريون إليس ، من جامعة

مكونات العكبر قد تساعد في تثبيط أو منع تقدم مرض باركنسون (الشلل الرعاش)

إستر فينيثيل حمض الكافييك يمنع 1 - ميثيل - 4 - فينيل - 1،2،3،6 – تيترا هيدرو بيريدين tetrahydropyridine بفعل تجديد الأعصاب Neurodegeneration. يرتبط مرض باركنسون مع فقدان الخلايا العصبية لمادة الدوبامين العصبي dopaminergic في المادة الرمادية في الدماغ وانخفاض مستويات الدوبامين المخطط striatal dopamine. ونحن الآن نقول إن إستر فينيثيل حمض الكافييك (CAPE)، وهو العنصر النشط في العكبر، يخفض الدوبامين العصبي الموهن ويمنع فقدان الدوبامين في نموذج الفأر MPTP من مرض الشلل الرعاش. ويرتبط تأثير CAPE الحامي للأعصاب مع تخفيضات ملحوظة في iNOS وتأثير كاسباس 1 caspase 1. بالإضافة إلى ذلك ، يحول CAPE دون التسمم العصبي التي يسببها MPP+ في المختبر، ويثبط مباشرة تحرير MPP+ للسيتوكروم ج و العامل المحرض لموت الخلايا المبرمج (AIF) من الميتوكوندريا. وهكذا، فإن CAPE قد تكون لها آثار مفيدة في إبطاء أو منع تطور مرض باركنسون والاضطرابات العصبية الأخرى.   نقلا عن  Apitherapy News  على الإنترنت. الأربعاء ، مايو 11، 2011 

النباتات التي يزور أزهارها النحل في سوريا

النباتات التي يزور أزهارها النحل في سوريا يزور نحل العسل مجموعة واسعة من الأزهار بحثاً عن الرحيق وحبوب الطلع. وتسهيلاً لدراستها يمكن تقسيم النباتات التي يزور النحل أزهارها إلى ما يلي: التصنيف حسب النوع: 1- الأشجار المثمرة: اللوزيات:  لوز، مشمش، كرز، خوخ، جانرك، دراق. التفاحيات:  تفاح، أجاص، سفرجل. أشجار فاكهة أخرى: رمان، صبار، إكي دنيا. 2- الأشجار والشجيرات الحراجية: الكينا، الآس، الزيزفون، الليغستروم، الزعرور، السماق، الصفصاف، الوزال، السدر، الجربان، المسكة، الصفورة اليابانية. 3- المحاصيل: أ-  محاصيل علفية:  برسيم، بيقية، فصة. ب-  محاصيل حقلية:  ذرة، قطن، فول سوداني، يانسون، حبة البركة، عباد الشمس، السمسم. 4- الخضراوات:   خضار العائلة القرعية:  الخيار، القثاء، الكوسا، البطيخ الأحمر والأصفر، القرع واليقطين.   خضار العائلة الصليبية:  الفجل واللفت إذا تركت حتى مرحلة الإزهار.   الخضار البقولية:  الفول، البازلاء، الفاصولياء، اللوبياء.   خضار العائلة الخبازية:  البامياء.   خضار العائلة الباذنجانية:  البندورة، الفليفلة، الباذنجان.   خضار العائلة الخيمية: